
أحمد سالم
نحتاج أن نُسَائل النظرة الرومانسية، لا لكي ندمر الحب، بل لكي ننقذه، موقفنا موقف طَموح تجاه العلاقات الجيدة، لكن له طريقة شديدة الاختلاف لمراعاة طموحاته واحترامها، نحتاج أن نستبدل بالنموذج الرومانسي نسخة ناضجة نفسيا من الحب، فيها :
١- من الطبيعي ألا ينسجم الحب والجنس طوال الوقت.
٢- مناقشة الوضع المالي والاجتماعي ومنذ البداية ليست خيانة للحب.
٣- إدراك أننا ناقصون وأن شريكنا ناقص أمر عظيم الفائدة للزوجين.
٤- لن نحصل أبدا على كل شيء في أي شخص، ولا هو سيعثر فينا على كل شيء؛ لأن هذه هي الطبيعة البشرية،.
٦- نحتاج إلى بذل جهود هائلة بل ومصطنعة أحيانا ليفهم أحدنا الآخر.
٧- ذلك الشيء المسمى بالإحساس لن يوصلنا إلى أي مكان.
٨- قضاء ساعتين في مناقشة طريقة وضع مناشف الحمام ليس بالأمر التافه.
٩- وثمة جلال خاص وأهمية خاصة لغسيل الملابس والالتزام بالمواعيد.
تلك المواقف والطرق في التفكير ستؤدي بنا إلى مستقبل أحسن مما أدت بنا الرومانسية.
ألان دي بوتون.
مقتطفات أخرى
في الحديث: ((صَدَقةُ السِّرِّ تُطفِئُ غضبَ الرَّبِّ)).
هذا مال لا يناله الله؛ فهو سبحانه غني عن العالمين، لكن هذا هو سر العبودية الخالص: أنك تنخلع من محابك ومن مطامعك، حتى نظر الناس والوجاهة عندهم ليس له هاهنا حظ ولا نصيب، ولا يبقى إلا خالص الوصال مع الله وطلب رضاه.
العبد إذ يذنب يخلع على نفسه أوصاف المعايب يلومها ويوبخها، وبعض هذا حق ينفع وكثير منه لا ينفع، ثم هو بذلك لا يزال منحسرًا في نفسه يظن أن الأمر منها وإليها، ويغفل عن أن الأمر كله بيد الله وأن أجل مقامات العبودية هنا أن يأخذ نفسه فيضعها بين يدي ربه منكسرًا لقدرة الله وعظمته وإحاطته بخلقه وأنه لو شاء الله لعصمه من ذنبه فهو يطلب قدرته ويتلمس حكمته وينخلع من قدرة نفسه.