المكتبة

“يقول بيجوفيتش: “هناك أناس يكدسون المعارف في عقولهم من دون أن تتسع رؤيتهم؛ فهذا الاتساع لا يتحقق إلا من خلال الأفكار”

نوعًا ما وبعد رحلة طويلة مع التعلم والقراءة= تيقنت أن الهدف الأهم للتعلم هو امتلاك القدرة علىٰ توجيه أسئلة أفضل. ومن يمتلك تلك القدرة، فسيطور من قدرته علىٰ استكشاف الأجوبة. راقب نفسك مع تحسن أسئلتك كيف تستخرج من القرآن ما مر عليك من قبل ولم تنتبه له، جرب ذلك.

التعلم هو الصراط الذي لا ينبغي أنه يبرحه من أراد أن يسلك سبيل الأنبياء، ولما كان العقل أشرف ما في الإنسان، كان إعماله في معرفة الحق وتحري الصدق أشرف العمل. لذلك يأتي هذا الكتاب كمحاولة عملية لتسهيل اكتساب مهارات التعلم وأساسياته، سواء كان هدفك الدراسة الاكاديمية أو الذاتية.

مهارات التفكير لا تنمو بالنضج والتطور الطبيعي وحده. ولا تُكتسب من خلال تراكم المعرفة والمعلومات فقط، بل لا بد من تعليم منتظم وتمرين عملي متتابع، فتعليم مهارات التفكير يمكن أن يتم بطريقة هرمية تبدأ بمهارات التفكير الأساسية، تم تتدرج إلى مهارات التفكير المركبة.

معظم المعارف البشرية، التي تشكل قوام حياة البشر؛ استدلالية من حيث بنيتها. فالمرء لا يقف بنفسه على كل معارفه ، بل يخلص إلى كثير منها استنادًا إلى معارف أخرى استقاها إما من خبرات مباشرة، أو معتقدات استدل عليها استدلالا. ولما كانت الاستدلالات عند كثير من الناس مليئة بصنوف من الخلل، كانت الحاجة للقطع بصحة استنتاجاتنا، أو على الأقل ترجيحها.

التفكير الناقد على وجه الخصوص – نشاط مقلق بطبيعته: فهو محاولة امتحان لافتراضات نُقِرُّهَا، أو نصادر عليها، أو نعمل بمقتضاها. غير أن الناس لا يرغبون في أن تمتحن افتراضاتهم، وتبتلى تصرفاتهم أكثر من اللازم، ولا يروقهم أن تعرى جذورهم. معظم البشر يفضلون الموت على التفكير – كما يقول راسل –

ولكن حياة بلا تفكير ليست حياة إنسانية على أي حال. وبهذا نكون قد ضيقنا معنى التفكير إلى درجــــــة كبيــرة. وهذا النوع من التفكير المحدد هو الذي سنتحدث عنه.

“هل مدى نجاحك من عدمه في الوقت الحالي حقًا مهم؟

اصدمك بأن النتائج التي تحققها ما هي إلا مقياس متاخر لعاداتك، فإجمالي ما تمتلكه من أموال هو مقياس متأخر لعاداتك المالية، ووزنك هو مقياس متأخر لعاداتك في تناول الطعام؛ كذلك فالفوضى الضاربة في منزلك هي مقياس متاخر لعادات التنظيف لديك!

إذن فالسؤال الصحيح: هل عاداتك الشخصية، المالية، الاجتماعية، وغيرها تضعك على المسار السليم صوب النجاح أم لا؟

يأتي كتاب «مقدمة في التنظيم الذاتي والانضباط السلوكي» ليقدم حل عملي لضعف الإنتاجية والعشوائية وانعدام الخطة، فكلها مشكلات يعاني أغلبنا منها، وتحد من إمكاناته، وتكبلّّه عن السير في طريقه، وتوقفه عاجزاًً عن متابعة سيل الحياة الجارف.”

“من المعروف أن الإمام أحمد، رحمه الله، لم يُدوِّن أصولَ مذهبه في كتاب، ولم ينص عليها مرتبةً منتظمةً مُصرحًا لأحد من أصحابه وتلاميذه بأن هذه المصادر والأصول التشريعية هي أصول مذهبه على هذا الوجه من الترتيب الحادث فيما بعد، بل سَبَرَ المجتهدون من أتباع مذهبه من بعده -على اختلاف طبقاتهم- فتاواه ومسائله وأقواله التي دُونت، فدرسوها واستنبطوا منها أصولَه التي يستند إليها وترتيبها في المرتبة والحجيّة، وما يتفرع عن ذلك من مسائل ومباحث استُلَّت من مقالاته وفتاواه في كتب المسائل وفي روايات أصحابه.

وقد كانت الحاجةُ ماسّةً لدى بعض المدارس العلمية في العالم الإسلامي – ومنها الأزهر الشريف- إلى التعرف على مذهب الإمام أحمد، وأصوله والمسائل المتفرعة عنها، مما دعا واحدًا من علماء هذه المدرسة -وهو الشيخ محمد عبد اللطيف السبكي الحنبلي، رحمه الله، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر- إلى تصنيف رسالة في التعريف بأصول مذهب الحنابلة؛ نظرًا لكون أصول هذا المذهب لم تلقَ حقَّها من العناية والدراسة والتصوير في الأزهر، بالنظر إلى المذاهب الفقهية الأخرى، فجاءت رسالة المؤلِّف بهدف سدّ هذا الفراغ، والتعريف بأصول هذا المذهب وقواعده وأحكامه.

وانطلاقًا من أهمية هذه الرسالة، وقع اختياري عليها للعناية بها تحقيقًا وتعليقًا وإخراجها في حُلّةٍ جديدةٍ نرجو اللهَ أن ينفعَ بها، وقد تضمنت هذه التعليقات تفصيلًا لبعض ما أجمله المؤلف في مواضع، أو توطيدًا وتوضيحًا لبعض تقريرات المؤلف عن المذهب وأصوله، بالاستشهاد لها بما يعضّدُ صحتَها من تقريرات وأقوال علماء المذهب، وجميع تعليقات الكتاب هي من عملنا عليه.

واستكمالًا لعمل المؤلف، حفلت هذه التعليقات أيضًا بذكر جملة من الفروع الفقهية التي خرّجها الحنابلة على أصولهم المذكورة في الرسالة”

“الواقع أن محاسبة النفس والصدق معها لابد أن تكون بحذر بالغ وبهدوء شديد، كمبضع الجرّاح يريد أن يستأصل موضع الخلل دون تدمير مواضع الصحة والعافية، ودون إدماء يطيل مدة النقاهة؛ فالعاقل من تفكر في عيبه بقدر ما يقوده ذلك للمداواة، لا بقدر ما يُقعده ويجعله يبغض نفسه ويحقرها”

«فسحة الأمل.. نظرات في الدين والحياة» يجمع خبرة تزيد عن عشرين عامًا، في مقالات تأسيسية لا تستهدف سناً بعينه او تخصصاً بذاته، منقسمة في موضوعاتها لثلاث فروع:

* ما يتعلق بالشرع وفقه نص الوحي

* ما يتعلق بقضايا الواقع وعمل النظر في مستجداته

* ما يتعلق بالفرد وما يعالجه من تحديات خاصة تتصل بأركان الذات الأربعة: العقل والقلب والنفس والجسد وتجليات كل ذلك على السلوك مع الله ومع الناس ومع الكون المشهود

«جمع القرآن» هو مدخل مُيسر رُتبت فيه مراحل جمع القرآن وما يتعلق بها من قضايا ومسائل= في صورة سؤال وجواب، بانتقال سلس بين سؤال وآخر، ليضع بين يدي القارئ تصورًا كاملًا لهذه المسائل، وما فيها من آراء مختلفة مع عرض للأدلة وتوجيهاتها والترجيح بينها.

فحفظ القرآن عبر الجمع بهذه الصورة من أعظم تجليات عبودية الصحابة لربهم، وحفظ القرآن في الصدور والمصاحف بعد ذلك إلى يومنا هو باب آخر جليل من أبواب تجليات العبودية للملك الجليل سبحانه.

لكن متى وكيف جُمع؟

وما المراحل والأطوار التي مرت بها عملية الجمع حتى وصل إلى صورته النهائية الماثلة بين أيدينا اليوم إلى أن يرفعه رب العالمين آخر الزمان؟

ما الدواعي التي دعت لجمعه؟

ومن الذين قاموا بهذه المهمة؟وماعوامل اختيارهم؟

وما الفرق بين الجمع البكري والجمع العثماني؟

ما هي الأحرف السبعة؟ وكيف يمكن توجيه آراء العلماء المختلفة في هذه المسألة؟

كل هذا وأكثر يتم تناوله في أربعين مسألة

في وقت أصبح الإلحاد منتشرًا وكأنه أمر طبيعي، ويتعرض المسلمون للشبهات في دينهم بشكل مستمر، اصبحت الحاجة ماسة لمن يفند تلك الشبهات ويدحضها، ويعين على التشبث بالإسلام. “فالإلـحـاد ليس تصوراً وجودياً كما تتوهم، بل هو خيال، تبرره شبهة طارئة وتبقيه شهوة جامحة”

“في هذا الكتاب مجموعة من الأدلة اليقينية على صحة الرسالة وثبوت النبوة، وقد قدّمت الكتيب بفصل شيق بعنوان: ((إما الإيمان أو الفوضى)) حتى يكتمل المراد منه! وقد أُلحق بهذا الكتاب كتابين، الأول بعنوان: لن تلحد، والثاني عن واحد من أخطر أسئلة جدل الحق والباطل أعني: سؤال الحضارة. وأرجو أن يكون في هذه الحزمة من البينات دلالة وهداية لطالب الحق، وأن يكون فيها براهين للمتشككين والملحدين؛ فإن الإنسان الصادق غرضه الحق بدليله وليس غرضه العناد أو المناكفة.”

فهذا كتاب في فقه الصيام واستقبال رمضان، راعيت فيه تيسير العبارة، وتقريب المعنى، ودقة التحليل بنيته على هيكل كتاب: «الفقه الميسر»، مع ضبط ترجيحاته بما يوافق معتمد مذهب الإمام أحمد مع الإشارة في الهامش لسائر مذاهب الفقهاء، وقد استفدت استفادة ظاهرة من كتاب: «الحواشي السابغات» للشيخ أحمد القعيمي.
وقد قسمته إلى ستة أبواب: الباب الأول في مقدمات الصيام، والباب الثاني في الأعذار المبيحة للفطر ومفطرات الصائم، والباب الثالث مستحبات الصيام ومكروهاته، والباب الرابع في القضاء، والصيام المستحب، وما يكره ويحرم من الصيام، والباب الخامس في الاعتكاف، وألحقت به إشارة إلى صوم الكفارة والنذر، والباب السادس في وظائف وأعمال شهر رمضان وخير ما يُشغل به الشهر الكريم مستفادًا من «لطائف المعارف» للحافظ ابن رجب الحنبلي، والباب السابع في أحكام العيدين.
وبالجملة فهذا البحث تناول الصيام كفريضة شرعية وشعيرة دينية تُحدث أثرًا في النفس وتغييرًا في المجتمع، وبناء للشخصية، وتذكيرًا بواجب الإنسان نحو أخيه الإنسان وواجب الأمة نحو دينها ونبيها وكتابها .

لا يوجد شيء يماثل في روعتـه روعـة البـدء في الشفاء!

الاستيقاظ الصبـاح عالما أنه لا يوجـد مـن يستطيع جرحـك مـا لم تسمح لـه!

إذا كنت قد تعرضت لإساءات الطفولة، فأنت لسـت وحـدك. فواحـدة مـن كل ثلاث فتيـات وواحـد مـن كل سـبع صبيـة تتـم الإساءة إليهـم جنسيا خلال مسيرة حياتهـم حتـى بلوغ سن الثامنـة عـشـر، فـمـا بالـك بالإساءات المتنوعـة الأخـرى، كما إنهـم يـأتـون مـن كل عـرق وديـن وثقافة مـن عائلات غنيـة وعائلات فقيرة، ومـن الممكـن أن يكون المسيء رجـل أو امـرأة، فـرد مـن أفـراد العائلة، أو مـن الأصدقاء أو الجيران أو مـن المعلمين أو المشيرين أو مـن القسـس أو الكهنـة أو مربيين الأطفال، أو مـن الغرباء.

إذا كنـت قـد عانيـت مـن الإساءة وأنـت طـفـل، فمـن المحتمـل أنـك لازلت تتعامـل مـع تأثيرات هذه الإساءة في حياتـك اليـوم. ربمـا تكـون لديـك مشكلات في المدرسة أو في العمل أو مع العلاقات والجنس، أو في عائلتك.

وربمـا تشـعر بالسـوء مـن نفسك أو تعتقد أن هناك خطـأ مـا فيـك أنـت.

وهذه المشكلات قد تكون مرتبطة بالإساءة التي اختبرتهـا أثنـاء نمـوك.

إن أهـم شيء يجـب عليـك معرفتـه الآن هـو أنـه مـن الممكـن أن تشـفى مـن الإساءة التي اختبرتهـا وأنـت طـفـل. وأنك لست مضطـرا أن تحيا مع تأثيرات الإساءة حتى نهاية حياتـك. فـإذا كنـت مستعدا للعمـل الجـاد والعثور على مساندة جيدة فليس من الممكن فقط ان تحيا بل أن تنجح وتزدهر بقوة أيضاً!

الفشل بالرغم من فائدته في تعلم دروس الحياة لكنه مؤلم والخسارة الأساسية فيه هو ضياع جزء من عمرك. كيف حالك لو فشلت في إحدى المحطات المفصلية في حياتك؟!

سفر، زواج، تغيير مسارك المهني، البدء في طلب العلم، الجمع بين تخصصين . . . وغيرها الكثير من المحطات والتي تمثل نقطة تحول في حياة كل منا، وكل الرجاء أن يكون التحول للأحسن.

فكيف بمن يضئ لك طريقك ويفيدك بخبرته الحقيقية والمجربة في أغلب محطات حياتك، موفرًا عليك سنين من الجهد الضائع والفشل المحتمل؟!

هنا دور كتاب «الحياة دليل إرشادي» فهو عبارة عن مجموعة من المقالات لثُلة كريمة من الكُتاب، تتوقف معهم في أهم محطات حياتك، يجمعها كلها رابط واحد: وهي أنها تحاول أن تعينك على الإمساك بمفاتيح عيش الحياة كما ينبغي.

فمن شاء أن يعدل بوصلة سيره؛ ولمن اختلطت عليه السبل فما يدري أي طريق يسلك؛ هذا الكتاب يبين لك معالم الطريق ويجزل النصح كي تستبين طريق الحق و الفلاح.

تلهمنا بعض العائلات بنوعية الحياة الأسرية التي نريدها، فنتشجع حين نرى أن هذا ممكنًا، حين نرى ثمرة البيئة الصحية التي وفرها الوالدان لأطفالهم عبر سنوات طويلة، فلا توجد وسيلة سريعة نستطيع أن نحقق بها ذلك، ولكنها عملية استثمار تحدث في أكثر من مستوى، وتتطلب رؤية وخطة وعملاً جادًا. لكنها حقًا تستحق كل هذا الجهد، فأبنائك هم ثمرة حياتك وامتدادك بعد مماتك.

إن بناء الإنسان عقلً ونفسًا وروحًا وجسدًا وسلوكًا= هو أشرف مهمة يُمكن أن يقوم بها إنسان نحو إنسان آخر، وهي المهمة التي نسميها تربية ونسميها تعليمًا، ومهما كان أسماؤها فإن الذي ينبغي أن يكون حاضراً هاهنا هو عظمة هذه المهمة النبيلة.

وإذا كان هذا الإنسان الذي نمارس معه عملية البناء هو ولدنا، الذي رزقنا الله إياه واستودعنا مسؤولية تربيته ورعايته والقيام على شؤونه= فإن شرف وعظمة هذه المهمة يبلغان مبلغاً لا تُحيط بوصفه الكلمات.

خلال أربع سنوات مضت قمتُ بتقديم برنامج تعليمي أسميته: (برنامج التأهيل التربوي)، وقد خاض رحلة البرنامج معي جمع كريم من الآباء والأمهات، بل شرفت فيه بمن لم يتزوجوا بعد أو يُرزقوا بأبناء، شاركوا رغبة منهم في الاستعداد المبكر لهذه المهمة النبيلة.

وخلال هذا البرنامج استعرضنا عددًا من المواد العربية والغربية جعلناها مادة للقراءة والنقاش، وقد انتخبتُ في هذا الكتاب بعضها، قد تصرفت فيه وعدلت فيه وحررت أفكاره ومضامينه وشيئاً من عباراته، وأرجو أن يكون هذا المجموع المنتخب مفيداً لقرائه، نافعاً لهم، معيناً لهم على الخروج من تشوش تعدد خيارات القراء في مجال التربية.”

كيف يرى الإسلام العالم؟ وكيف ينبغي أن تكون رؤية المسلم للعالم، تلك الرؤية التي تشمل الوجود والقيم والسلوك جميعًا؟

هذا الكتاب عن الرؤية الكونية: وهو يدور حول أهم القضايا المتعلقة بالإنسان ككائن يحيا على هذه الأرض، كقضية الوجود وحقيقة الإنسان والكون وعلاقته به، وغير ذلك مما ينتناوله بالدلائل القطعية والعقلية، بعيدًا عن الجدالات العقيمة الَّتي تتناول رؤية العالم من منظورات فلسفيَّة أو خرافيَّة هي بطريقة أو بأخرى تتجاوز المنظور الواقعيَّ للعالم.

يأتي هذا الكتاب لدراسة الجزء الأكثر أهمية وشمولية والمتعلقة بحياة الإنسان والغاية من خلقه ومصيره والخير والشر والموت والحياة والسلوك الصحيح وما يتعلق بالمعرفة وكل هذه القضايا المحورية المهمة الأكثر التصاقا بوظيفة العبودية وذلك مضمون الدراسة.

(شرح كتاب الصيام من عمدة الطالب لنيل المآرب في الفقه علي المذهب الاحمد الامثل مذهب الامام احمد بن محمد بن حنبل) للامام العلامه الشيخ منصور بن يونس بن ادريس البهوتي الحنبلي

تاليف: أحمد سالم

“عبادة الصيام من أجل عبادات الإسلام وأعظمها أثرًا على صلة العبد بربه واستشعاره لرقابته، وإن متن عمدة الطالب من خيرة متون المذهب الحنبلي، خاصة للمبتدئين، وقد بينت أهميته في الفصل الذي يلي هذه المقدمة. لأجل ذلك اخترت هذا العمل ليكون أنموذجًا في شرح المتون الفقهية شرحًا ينضبط بمعتمد المذهب، ولا شك أنه أنموذج قابل للتطوير والتحسين، فهذه هي باكورة ما أقدمه في هذا الحقل. وقد استفدتُ في شرحي من جهود الشيخ أحمد القعيمي خاصة في كتابه «الحواشي السابغات»، وإني لأرجو أن يكون هذا العمل مثالًا ينظر فيه بعين الناقد البصير فيكون مفتاحًا لأعمال أخرى يُساهم بها الحنابلة في شرح متون المذهب شروحًا تلتزم بالمعتمد في المذهب.”

من إشكاليات التعلم غرق طالب العلم في خضم التعريفات المتعددة لمصطلحات العلم. وواحدة من أفضل طرق التعامل مع هذه الإشكالية؛ هي اعتماد تعريفات كتاب معين وضبطها بشرحها وبيان محترزاتها. واختيار هذا الكتاب تتحكم فيه عوامل شتى، لكن في الفقه وأصوله تحديدًا يقوم اختيار الكتاب -في الاستراتيجية المُثلى-على أساس كونه ممثلًا لمعتمد المذهب.

من هنا جاء اختياري لمختصر التحرير وشرحه لابن النجار الفتوحي؛ لأقوم بتجريد تعريفاته الأصولية؛ ليسهل على طالب العلم ضبطها وحفظها. ولم أرتب التعريفات على حروف المعجم؛ لأني أراها طريقة قليلة الفائدة في ضبط مصطلحات العلم، وإنما رتبتها بحسب تسلسل ورودها في الكتاب، معنونًا كل مجموعة تعاريف بعنوان الباب الذي وردت فيه.

أرجو أن يكون عملي هذا فاتحة لأعمال مماثلة أقوم بها أنا أو غيري. ولا يفوتني شكر أخي علي أحمد على قيامه بمراجعة التعريفات على أبوابها تفاديًا للخطأ والخلل. والحمد لله رب العالمين.

في الفقه على المذهب الأحمد الأمثل مذهب الإمام أحمد بن محمد بن حنبل

للإمام العلامة الشيخ: منصور بن يونس بن إدريس البهوتي الحنبلي
حاشية حررها وعلقها: أحمد سالم

هذا تعليقٌ على متنِ عمدةِ الطالبِ لنيلِ المآربِ، والذي صنَّفَهُ شيخُ المذهبِ ومحرّرُه العلامةُ منصورٌ البهوتي، رحمه الله، وقد علَّقتُ هذه الحاشيةَ ميممًا بها غرضًا واحدًا، وهو رصدُ الحججِ التي يُحتجُّ بها للمذهبِ، فتَثبُتُ بها الأحكامُ التي استقرَّ عليها المذهبُ وِفقَ ما قرَّرَهُ صاحبُ المتنِ.

• وقد أردتُ أن أضُمَّ نفسي إلى هذا الحقلِ من حقولِ خدمةِ مذهبِ الإمامِ أحمدَ بأن أتيتُ هنا إلى متنٍ مجردٍ من عمليةِ الاحتجاجِ هذه، فأدرتُ بحثي على ذكرِ الاحتجاجِ لمسائلِ المتنِ وأحكامِه، جامعًا بينَ النوعَينِ الأساسيَّينِ من الاحتجاجِ وهما:

أولًا: التدليلُ، ويُقصدُ بها هُنا من جهةِ اصطلاحي في هذه الحاشيةِ: الاحتجاجاتُ النقليةُ بالكتابِ والسنةِ والإجماعِ وآثارِ الصحابةِ، ويمكنُ الإشارةُ إلى هذا القسمِ بمصطلحِ: النَّصّ، لكن معتمدي هنا هو تسميتُه: التدليلُ

ثانيا: التعليلُ، ويقصدُ بهِ هُنا من جهةِ اصطلاحي في هذه الحاشيةِ: الاحتجاجاتُ العقليةُ من الأقيسةِ بأنواعِها، وأدلةُ: الاستصحابِ والاستصلاحِ والاستحسانِ وإعمالِ الذرائع، ويمكنُ الإشارةُ إلى هذا القسمِ بمصطلحِ: الاجتهاد أو الاستدلالِ، لكن معتمدي هنا هو تسميتُه: التعليلُ

• وقد جمعتُ هذه الحاشيةَ من مدوناتِ المذهبِ التي تعتني بعملياتِ الاحتجاجِ، متجنبًا قدرَ الاستطاعةِ الوقوعَ في مزلقٍ شائعٍ ألا وهو ان يُذكرَ كحُجةٍ لقولِ المذهبِ ما لم يذكرهُ أئمةُ المذهبِ حجةً لقولِهم، وقد شاعَ هذا المزلقُ بعدَ انتشارِ العنايةِ بالتدليلِ على مسائلِ الفقهِ بينَ علماءٍ وباحثِينَ ليسوا محرّرينَ لمصادرِ المذهبِ وسياقاتِ الأقوالِ والحججِ فيهِ.
• ولم أقصدِ استيعابَ المسائلِ مسألةً مسألةً فلا شكَّ أنَّه قد فاتَني مسائلُ لم أذكر لها دليلًا ولا تعليلًا، فقد قصدتُ أن يكونَ الكتابُ مرحلةً تعليميةً ضمنَ مراحلَ متدرجةٍ؛ لإتقانِ ادلةِ المذهبِ وتعليلاتهِ، وحاشيتي القادمةُ بحولِ اللهِ وقوتهِ ستكونُ على كتابِ (زادِ المستقنعِ) أستوفي مسائلَه كلَّها بالتدليلِ والتعليلِ قدرَ طاقتي؛ ليكونَ مرحلةً تاليةً لهذه المرحلةِ.

(شرح كتاب الصيام من عمدة الطالب لنيل المآرب في الفقه علي المذهب الاحمد الامثل مذهب الامام احمد بن محمد بن حنبل) للامام العلامه الشيخ منصور بن يونس بن ادريس البهوتي الحنبلي

تاليف: أحمد سالم

“عبادة الصيام من أجل عبادات الإسلام وأعظمها أثرًا على صلة العبد بربه واستشعاره لرقابته، وإن متن عمدة الطالب من خيرة متون المذهب الحنبلي، خاصة للمبتدئين، وقد بينت أهميته في الفصل الذي يلي هذه المقدمة. لأجل ذلك اخترت هذا العمل ليكون أنموذجًا في شرح المتون الفقهية شرحًا ينضبط بمعتمد المذهب، ولا شك أنه أنموذج قابل للتطوير والتحسين، فهذه هي باكورة ما أقدمه في هذا الحقل. وقد استفدتُ في شرحي من جهود الشيخ أحمد القعيمي خاصة في كتابه «الحواشي السابغات»، وإني لأرجو أن يكون هذا العمل مثالًا ينظر فيه بعين الناقد البصير فيكون مفتاحًا لأعمال أخرى يُساهم بها الحنابلة في شرح متون المذهب شروحًا تلتزم بالمعتمد في المذهب.”

أغلبنا يحاول البدء في مسار طلب العلوم، سواء في مسار اكاديمي أو ذاتي، سواء علوم شرعية، إنسانية، لغوية، أدبية، أو علمية. وأثناء هذه الرحلة نتصادف ببعض المعوقات كغياب لبعض المفاهيم في فلسفة العلوم أو منهجية التفكير العلمي وغيرها من المفاهيم والأفكار التي لا ندرك اهميتها إلا وقتما تتعطل مسيرتنا في التحصيل.

هنا دور كتاب اسمه معبرًا عن دوره، «مقدمة في المعرفة والمنهج»، ففيه مجموعة من الدراسات العربية والأجنبية هي اغلب ما تحتاج للإلمام به قبل -بل وحتى أثناء- دراستك.

هذه الدراسات تم اختيارها من قبل (أ. أحمد سالم)، وكان هذا الكتاب أول كتاب في ترتيب برنامج الثقافة المتكاملة والمقدم من خلاله.

عن «المدخل إلى العلوم الإسلامية» يقول أ. أحمد سالم:

“هذا المدخل يعتني بتاريخ العلوم الإسلامية ونشأتها وأهم المصنفات في كل علم منها، مضمناً أعلام الفن وحلقاته المحورية، كنت قد أعددته منذ نسخة السبل التي صدرت من سبع سنوات لكن لم أنشره لتضخم الكتاب، ولما اتخذت قراري بفصل أجزاء كتاب السبل ليسهل حملها والنظر فيها، عدت إلى هذا الجزء فزدت فيه قليلاً وضممته للكتاب.

وليس لي فضل في هذا الجزء فمعظمه تلخيص من مصادر أخرى عدا مواضع كتبت فيها ما تحرر عندي كالذي تراه في التمهيد وعند الكلام عن البداية بالفقه قبل الأصول، وبعض التحريرات في فصل الملل والنحل.

وقد ساهم معي في صياغة وتلخيص هذا المدخل صاحبي الشيخ محمد محمود عبدالهادي،

ومدخل التجويد والقراءات كتبه الدكتور ضيف الله الشمراني،

ومدخل التفسير وعلوم القرأن كتبه الشيخ عمرو الشرقاوي

ومدخل العقيدة استللته من كتاب جماعي ألفه بعض أساتذة دار العلوم، هم الأستاذ الدكتور العلامة حسن الشافعي والأستاذ الدكتور محمد عبدالله الشرقاوي،

وما يتعلق بالشيعة كتبه عمرو بسيوني.

وهذه المفاتيح العشرة للعلوم الإسلامية كفيل إتقانها بفتح طرق النظر في مسائل وقضايا هذه العلوم بصور تفوق من اكتفى بالقضايا والمسائل مع مداخل كحسو الطائر”

يُقدم الكتاب عرضًا نقديًا، لنموذج من نماذج الدراسات الفقهية السلفية الحديثة، وهو كتاب (الحجاب في الشرع والفطرة)، للشيخ عبدالعزيز الطريفي (فرج الله عنه). والغرض من انتقاء تلك تحديدًا أمران:

الأول: جدة هذه تلك الدراسة، بحيث لا يبقى مجال للحديث بشأن الفروق التاريخية، ونضج الاشتغال الفقهي السلفي عن نظيره منذ ثلاثة أو أربعة عقود

الثاني: أن النموذج المبحوث في ذلك الاستعراض قد سُلط عليه الضوء باعتباره أكثر النماذج المرشحة للصدارة على الصعيد السلفي العلمي، فضلًا عن كونه نموذجًا ليس مدفوعًا عن العلم وسعة الاطلاع، بشهادة موافقيه ومخالفيه.

يأتي الكتاب في إطار كونه تطبيقًا دالًا على ما سبق بحثه واستعراضه، من سمات وخصائص وإشكالات حاصلة في الاشتغال الفقهي لدي السلفية المعاصرة= في كتاب (ما بعد السلفية). خاصة فيما يتعلق بتحول السلفية من منهج يتم تطبيقه بصفة أساسية للتمسك بإجماع صحابة النبي ﷺ وعدم الخروج عنه في الفهم والاختيار = إلى مذهب له مجموعة من الاختيارات تتعدي هذا النطاق بكثير، ويُنسب التمسك بها للسلفية المنهج.

علم أصول الدين أشرف العلوم؛ إذ شرف العلم بشرف المعلوم، وهو الفقه الأكبر بالنسبة إلى فقه الفروع؛ ولهذا سمى الإمام أبو حنيفة رحمة الله عليه ما قاله وجمعه في أوراق من أصول الدين الفقه الأكبر، وحاجة العباد إليه فوق كل حاجة وضرورتهم إليه فوق كل ضرورة، لأنه لا حياة للقلوب، ولا نعيم ولا طمأنينة، إلا بأن تعرف ربها و معبودها وفاطرها، بأسمائه وصفاته وأفعاله، ويكون مع ذلك كله أحب إليها مما سواه، ويكون سعيها فيما يقربها إليه دون غيره من سائر خلقه.

وعليه، فهذا كتاب (موجز العقيدة الإسلامية)، أول كتاب من سلسلة كتب: (البداية)، التي تختص ببيان ما لا يسع المسلم جهله، وتصلح في الوقت نفسه كمرحلة أولى للمبتدئين في العلوم الإسلامية.

اعتنيت فيه بمباحث أصول الدين، المبينة لأدلة وجود الله وضرورة الرسالة، ثم مباحث الإيمان بالله وأقسام التوحيد الثلاثة، ثم بقية أركان الإيمان، ثم ستة أصول كبرى من أصول السنة والاعتقاد التي قررها علماء أهل السنة والجماعة.

وأرجو أن نكون بهذا قد وفقت في صياغة كتاب متكامل يغطي محاور هذا العلم بما يتناسب مع اكتفاء المبتدئ وابتداء المتدرج في التعلم، والكتاب مدين لمصادره الأساسية المذكورة في خاتمته فليس لي من عمل إلا إضافات يسيرة مدمجة في الفصول التي اخترتها من هذه المصادر وألفت بينها بما يلبي حاجة القارئ ولم أجده مجموعا بهذا الشكل في كتاب مفرد.

عن السبل المرضية يٌقدم أ/ أحمد سالم

“قد قصدت إلى جعل كتابي هذا موسوعة مصغرة في مصادر القراءة والتعلم، أكثر من كونه كتاباً يقترح منهجيات معينة، فعلى الرغم من جودة المنهجيات التي تم اقتراحها في الكتاب سواء من ناحيتي أو من ناحية أفاضل أهل العلم المشاركين في الكتاب؛ إلا أنني أكرر دائماً أن غالب المناهج ستصل بك إلى درجة علمية مناسبة تستطيع عندها تحدد منهجيتك بنفسك، الإشكال هو في البداية ثم في الإصرار على تحقيق الهدف والثبات على الخطة حتى إنجاز قدر صالح منها، هذا هو التحدي الذي لا ينجح فيه الكثيرون.

يطمع الناس في تفرغ كامل، وطاقة لا تنضب، وهمة لا تنقطع، وشيخ لا يتوانى، وأنا أقول: إن ثلاثين ساعة أسبوعياً من القراءة، مع ضبط كتاب أو حفظ متن كل شهر أو شهرين، هذا النظام إن ثبت عليه الإنسان، يستطيع أن يُحصل أسس العلوم الإسلامية ويتأصل فيها في غضون أربع سنوات، وساعتها يستطيع أن ينطلق في تخصصه ليتقنه ويبدع فيه؛ إنها الحكمة التي لا تنضب فائدتها أبداً: قليل دائم خير من كثير منقطع، وأحب العمل إلى الله أدومه وإن قل، وكان أحب العمل إلى رسول الله ﷺ ما كان ديمة.

لا تنظر أخي المتعلم الكريم إلى كثرة العلوم ولا إلى تنوع المصادر ولا إلى هذا الحشد من الكتب، بل ليكن همك محدوداً بقدر إنجاز المرحلة الأولى في العلوم الإسلامية فقط، ثم صغر هذه الدائرة حتى تصل إلى المرحلة الأولى من العلم الأول، ثم صغر هذه الدائرة حتى تصل إلى إنجاز الكتاب الأول، ثم صغر هذه الدائرة حتى تصل فقط إلى مهام اليوم الأول، وواصل بهذه الطريقة، فقلما اتبعها أحد في مجالات الحياة كلها إلا وساعده ذلك على تحقيق أهدافه، بحول الله.”

معجم التعريفات والفوائد والتقسيمات الاعتقادية في مصنفات ابن عثيمين

التعليقات المفيدة على رسالة منهج الأشاعرة في العقيدة

فقه الاستضعاف والممارسات الاجتهادية للإسلاميين تحت مظلته

الدولة المدنية مفاهيم وأحكام

جهود الصحابة في جمع القرآن

كتاب جدل الدين والسياسية بقلم أحمد سالم..مع كل ما بلغته عقول البشر من تطور في الفكر؛ لا يزال التناظر واحدًا من أقدم وسائل النظر المعرفي وتحقيق الأقوال وتبادل الرؤى، فلا تكاد تخلو منه حضارة من الحضارات الإنسانية ما دام كان لها من الثقافة والنتاج العقلي حظ ونصيب. وتراث الأمة الإسلامية يشكل مخزونًا هائلاً يجتر منه أهله المنتسبون إليه، وينهل منه المحبون له، ليس في الأفكار فحسب، بل أيضًا في طريقة العرض والتوصيل والبلاغ للجماهير العريضة، إذ حفل هذا التراث بأخبار عن مجالس المحاورات والمناظرات التي تواجه فيها فقهاء أو علماء كلام أو أدباء؛ مثل: مناظرات الأشعري والجبّائي أو مناظرات الباقلّاني مع المعتزلة، أو مناظرات الهمداني مع الخوارزمي. وغيرها. ومن هنا كان حرص (الشبكة العربية للأبحاث والنشر) على إصدار هذا الكتاب، الذي جمع بين دفتيه نماذج لمناظرات راقية وسجالات ساخنة، استمدت أهميتها من راهنية ومركزية موضوعاتها في الجدل الديني والسياسي المعاصر. وقد وقع اختيار (الشبكة العربية) على ثلاث مناظرات، تمت جميعها بمنتديات حوارية، حول موضوعات مختلفة الاتجاه، متوحدة من جهة الاحتياج الشديد إلى بحثها والنظر فيها، خاصة في الوقت الراهن؛ وهي: هل ثمة حل في "المشروع الإسلامي"؟، الشريعة بين حكم التغلب والديمقراطية، و "التكفير" و "القتال" في الدعوة الوهابية.

صورة الإسلاميين على الشاشة

شرح علمي مبتكر على رسالة أصول السنة للإمام أحمد، يتتبع نصوص الإمام أحمد ونصوص الأئمة قبله وبعده الموافقة لقول أحمد بما يرفع أي شك في صحة نسبة الرسالة للإمام رحمه الله.

نشرة علمية لكتاب مخطوط كتبه الإمام محمد بن عبد الوهاب يختصر به كتاب: ((الإيمان الأوسط))، لشيخ الإسلام ابن تيمية، وتم التقديم له بمباحث مهمة في قضية حكم ترك جنس عمل الجوارح.

كتاب يستعرض مفهوم السلفية، مقيمًا فرقًا أساسيًا بين السلفية كمنهج يجب اتباعه، وبين التحققات التاريخية التي هي محاولات لتنحقيق هذا الاتباع قد تصيب وقد تخطئ، ليصل بعد ذلك لهدفه المركزي وهو تحليل مشكلات السلفية المعاصرة، والتي تؤذن بتراجع تأثيرها وانحسارها ثقافيًا واجتماعيًا، وهذا التراجع تنبأ الكتاب بحدوثه حتى في الدول التي اتخذت السلفية شعارًا سياسيًا ودينيًا لها.

وهو ما حدث بالفعل في السنوات العشر التي تلت استشراف الكتاب لهذا المستقبل.