أحمد سالم

أحمد سالم

‏لا يعرف الشوق إلا من يكابده … ولا الصبابة إلا من يعانيها

كثير من النصح الدي يرطم وجهك كل يوم إنما هو نصح بارد، قليل قليل من أهله هم الذين عانوا مشقة هذا الذي ينصحونك حوله.
لا تكفي معاناة التجربة وحدها للنصح، لكنها في مجال الحياة العملية والمعاناة الإنسانية توشك أن تكون شرطًا من شروط النصيحة، إلى جانب باقي شروط المعرفة.

يقول جون ألدريدج:

فكر في أولئك المتبجحين الذين يوهمونك أنهم لم ينكسروا أبداً، هل ستلجأ إليهم إن شعرت أن الدنيا تنهار من حولك؟!

‏لا، نحن نلجأ لأولئك الذين نظن أنهم عبروا هذا الطريق من قبل.!

ويقول ابن القيم في عبارة أخاذة مبهرة: 

إنما يصدقك من أشرَق فيه ما أشرَق فيك.

‏ 

مشاركة

مقتطفات أخرى

هناك سبب منطقي وطبيعي وإنساني للغاية، في شيوع فكرة (غدر الصحاب) وكونها محتوى مضمون كفيل بجذب الانتباه؛ لذلك يحرص عليها صانعو الأغاني الشعبية.

الغدر وقلة وفاء من أحسنت إليهم، وما يصيبك من وراء ذلك من الإحباط وخيبة الأمل= أمر ثقيل جدًا ممض للنفس ومرهق للروح، جرح قلب نازف فإذا ما اندمل لم يزُل ألمه إلا قليلًا.

لعله لأجل ذلك عظم إثم النساء بكفران العشير؛ لأن الرجل حقًا يحمل مسؤولية عظيمة جدًا وثقيلة جدًا، فإذا ما قوبلت بالكفران= لم يكن لألم ذلك مثل.

وإذا ما نجاك الله من كفران من أحسنت إليه، لم تنج من قلة شكره لك؛ لأجل ذلك يصد الناس عن الإحسان فإن فيه معاندة للهوى، فإذا كان جزاؤها الكفران قلت دواعي الإحسان في النفس.

ولأجل ذلك كله، من يبق على جميل طبعه محسنًا للناس صابرًا عليهم مستلهمًا الأجر من ربه= فذاك مرابط على ثغر قل حماته وعز من يطلبه ويقوم عليه ويؤديه حقه.

اقرأ المزيد

واحد بيقول مفيش مشكلة لو هدخل النار لأن كل البشر هيكونوا هناك.

السؤال: هل البشر الكتير اللي هناك دول هيخفففوا عنك العذاب؟
ما المواساة في عذاب يجمعكم، كل واحد منكم هيكون مشغول بنفسه لا يعزيه أن هناك من يشاركه.
إجابة في منتهى الحماقة الحقيقة، وهي تشبه قول الكفار (أبي جهل تحديدًا): {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم}.

يعني مش إذا كان هذا هو الحق من عندك فاهدني إليه، أو حتى يطلب معجزة، لأ عاوز يتيقن أنه الحق عن طريق عذاب يصيبه.

وهذا التعليق الغبي من شواهد قول الله سبحانه: {يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون}.

ثم اقرأ معي هذه الآية البديعة في حكاية حال أمثال هذا الأحمق قبل أن ينطق كلامه بألف وأربعمائة عام: {ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون}.

اقرأ المزيد