أحمد سالم

أحمد سالم

يتقارب الناس من بعضهم كلما خاضوا معارك الذات مع تحديات الحياة، وأبصروا بأنهم جنود في خندق واحد يجابهون محنًا واحدة.

‏فالنفوس تتشابه في معارك الحياة التي تجابهها ذواتهم، ولا يتعذر على أي إنسان أن يجد مثيلًا يشاركه فيما يجابهه كائنًا ما كان، وهذا يستدعي منا التعاطف مع شركاء الخندق ورفقاء السلاح، وحينها ترى كل نفس في أختها: أنها تعبر واديًا قد عبرته هي ونالها منه ما نالها.

‏معاركنا من حيث نحن بشر هي أطراف قاعدة الأرض التي يمكن أن ترتكز عليها الجسور بيننا.

مشاركة

مقتطفات أخرى

وفي حديث هرقل:  كيف الحرب بينكم وبينه؟ قالوا: الحرب بيننا وبينه سجال يدال علينا المرة، وندال عليه الأخرى.

فقال: ((كذلك الرسل تبتلى، وتكون لها العاقبة)).

العاقبة للتقوى ولو بعد أمد، احفظوا هذا فإن من وعاه نجاه الله من فتنة الذين قالوا: ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً.

اقرأ المزيد

حالة النفور أو الإعراض عن التدين، وحالة التبني الفكري الجدلي للدين= كلا النمطين هما الأكثر شيوعًا في الناس..
النمط الأول: يعاني من غياب الحضور الديني في حياة صاحبه، إلا حضورًا فولكولوريًا شعبيًا، والنمط الثاني يعاني من كون الحضور الديني على مستوى نظام التشغيل يرتديه الإنسان لكنه لا ينفذ إلى ما وراء ذاك الرداء الظاهري، فالدين هنا لم يجعل صاحبه شخصًا أفضل على المستوى الإنساني.
وبالتالي فكلا النمطين قد فقد الدعم الهائل الذي يقدمه الدين للروح الإنسانية، وفقد أحد أهم الأدوات التي تساعد الإنسان على التعايش مع الحياة وآلامها.
لا أطالبك هنا بأن تكون واحدًا من أفراد جيش الإسلاميين تخوض معاركهم وتنظر للحياة بأعينهم.
ولا أطالبك هنا إن كنت منهم أن تنزع منظارك أو أن تكف صراعاتك التي تراها مقدسة.
أيًا ما كان نمط حياتك، ومهما يكن السبيل الذي اخترته للعيش، ما أطالبك به هو ألا تغفل عن شريان الحياة الذي أنعم الله به على بني آدم..
لا تغفل عن ذكر الله، والتضرع له!
لا تغفل عن قراءة القرآن، ولا تضيع صلاتك أو تقدمها باردة لا روح فيها.
انفع الناس وصل رحمك واجتنب الكبائر ما أمكنك، وإذا أويت إلى فراشك بعد يوم طويل قد أنهكك= فاستغفر الله من كل ذنب أو خطيئة أو نقص أو تقصير واسأله سبحانه أن يجعل يومك غدًا أقل ذنبًا وأقل نقصًا.
الله غني عنا، لكننا نحن من نحتاج حضور تلك الصلة به في حياتنا، حضورًا يُغذي أرواحنا ويداوي قلوبنا، وليس حضورًا نستطيل به على الخلق، وبالتأكيد ليس حضورًا نزين به ألسنتنا وقلوبنا منه فارغة.

اقرأ المزيد