أحمد سالم

أحمد سالم

التراويح: صلاة معينة تكون بعد العشاء من رمضان يرتاح المصلي فيها بين ركعاتها قليلا.
‍التهجد: كل صلاة تطوع تُصلى ليلا في رمضان أو غيره.
قيام الليل: كل طاعة صلاة أو غيرها تفعل ليلا، فالقيام يكون بالصلاة ويكون بالدعاء والاستغفار وقراءة القرآن ونحو ذلك، وقيام الليل عكس رقوده ونومه.

قال في المراقي: ((مَعْنَى الْقِيَامِ أَنْ يَكُونَ مُشْتَغِلاً مُعْظَمَ اللَّيْل بِطَاعَةٍ، وَقِيل سَاعَةً مِنْهُ، يَقْرَأُ الْقُرْآنَ أَوْ يَسْمَعُ الْحَدِيثَ أَوْ يُسَبِّحُ أَوْ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُل وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَدْ يَسْبِقُهُ نَوْمٌ بَعْدَ صَلاَةِ الْعِشَاءِ وَقَدْ لاَ يَسْبِقُهُ نَوْمٌ)).

بطريقة أخرى:
التراويح= قيام وتهجد خاص برمضان.
‍التهجد: قيام بالصلاة خاصة يفعل في رمضان ويسمى تراويح ويفعل في غير رمضان.
قيام الليل: كل طاعة تفعل ليلا.
كل تراويح هي تهجد وقيام
كل تهجد قيام.
ليس كل قيام يكون تهجدا أو تراويح لأن القيام قد يكون بغير الصلاة.
تسمية الناس للصلاة التي تكون بعد التراويح من آخر الليل من رمضان تهجدا وتمييزها بهذا الاسم عن التراويح= مجرد اصطلاح وطريقة تعبير فقط، وكان بعض السلف يسمي هذا التعقيب، قال ابن قدامة: (( التعقيب : وهو أن يصلي بعد التراويح نافلة أخرى جماعة أو يصلي التراويح في جماعة أخرى.
فعن أحمد : أنه لا بأس به)).

مشاركة

مقتطفات أخرى

يحسن الناس سؤال الألم والشر، ولا يحسنون سؤال النعمة والفضل.

يحسنون سؤال لماذا يختل الحال؟

لماذا لا تعمل كليتي بكفاءة؟

ولا يحسنون سؤال: ولماذا تعمل أصلًا بكفاءة؟

شيء يشبه التعامل مع الهاتف، أنت لا تسأل قط لماذا يعمل بكفاءة، تتحرك بالشكوى فقط عندما يتعطل الهاتف أو تسوء شبكة الاتصال.

تزور الطبيب عندنا يمرض جسدك، ولا يخطر ببالك غالبًا أن تعرف من تزور عندنا تكون سالمًا معافى.

يقف خلف هذا شعور ملح بالاستحقاق، وهذا مفهوم جدًا في حالة الهاتف فأنت تدفع قيمة الخدمة وبالتالي مفهوم أن تنحصر حركتك في اتجاه الشموى عند وقوع الخلل.

لكن الحياة تختلف،  والعالم يختلف،  فكلاهنا ليس مدينًا لك بشيء، ولا يجب على الله إلا ما أوجبه سبحانه على نفسه، ولم يوجب الله على نفسه أن يخلو العالم من الألم، بل طبيعة الخلق الإنساني مبنية على الابتلاء، ولا يمكن نزع الابتلاء لا عن العالم ولا عن التجربة الإنسانية.

ومع هذا دعنا نتفهم سخطك عند الألم، فلقد خلق الإنسان ضعيفًا، ولذلك فالله يعرف منه قابلية الذنب والخطأ وفتح له باب التوبة.
لكن غير المفهوم هو ضعف الامتنان وفقر الشكر، لماذا لا تسأل: لماذا تعمل كليتي بكفاءة، لماذا يهدر قلبي بلا توقف مدة عمري، لماذا تمر بي آلاف البكتيريا فتنفعني، لماذا تمر بي عشرات الفيروسات فيتعامل جسدي معها بكفاءة، لماذا توجد آلاف الفرص للحوادث فأنجو منها بلا حول مني ولا قوة.

كل طبيب يعلم أن الطبيعي جدًا والمفترض جدًا هو عكس كل هذا، وأن هذا العمل بكفاءة غير مفهوم، وجميع البدائل الصناعية لا تعمل بتلك الكفاءة ولا تعمل أصلًا سوى سنوات معدودة..

أنت ملك لربك، لا بد أن تعي هذه الحقيقة وتسلم لها، لا تستحق شيئًا إلا ما تفضل هو سبحانه فأعطاك إياه، هذا الخضوع والتسليم أحيانًا ما تأباه نفسك، ويستفزك الشيطان لتتخلق بأخلاقه فتظن أنك تستحق مكانة لم يعطها الله له فحسب أن معدن خلقه يوجب له رفعة على سائر الخلق.

أيها العبد المخلوق لست شيئًا إلا ما أراده الله لك وكرمك به فضع جبهتك على الأرض وقل: سبحان ربي الأعلى.

اقرأ المزيد

الناس ليسوا شرًا مطلقًا وليسوا خيرًا مطلقًا، وأقبح الخلق إبليس يدور بين قولين أنه كان من الملائكة والقول الآخر أنه من صالحي الجن، ومع ذلك خطأ واحد جعله الرجيم الملعون؛ لأن الأخطاء ليست بالعدد وإنما بالوزن عند الله.

الشرك من أقدم الذنوب، ومن صوره أن يُشرك الإنسان بين الخير والشر، وبين الإيمان والكفر، وبين الحسنة والسيئة، الطاعة والمعصية، فتحوي نفسه هذه الأمور لأن الخير شعب متنوعة الإشكال، والشر شعب متنوعة الأشكال، فيقع للإنسان أن يجمع في نفسه هذا إلى جوار هذا، وقد قسم الله أنواع الخير والشر إلى طبقات بعضها فوق بعض، ثم فرق الله بين ميزاننا نحن في التعامل مع الناس وما لنا وما ليس لنا، وبين ميزانه هو سبحانه، وفرق سبحانه بين الجزاء الدنيوي والجزاء الأخروي على جهات مختلفة، وأرجو أن تُفهمك النقاط التالية بعض صور هذا الاختلاف:

(1) لا أحد معصوم من الشر، وما من إنسان إلا وهو يخلط عملًا صالحًا بآخر سيئًا وإنما يتفاضل الناس بقلة الشر كمًا ومحدوديته كيفًا.
(2) من الشر ما يفسد على الإنسان آخرته فلا يجعل له في الجنة نصيب، وهذا لا ينفي أنه تكون له أعمال صالحة، يجزيه الله بها في الدنيا نعمًا ويدفع عنه بسببها بلاء، وتجعل دركته في النار أحسن ممن ليس له نفس الأعمال، وهذا الشر الذي يوبق الإنسان هكذا هو الكفر والشرك اللذان يقعان من الإنسان وليس له عذر يدرأ عنه العذاب.
(3) ومن الخير ما يفتح لصاحبه باب الرحمة الأعظم فينجيه من الخلود في النار، وقد تغلب حسناته سيئاته فيدخل الجنة ولا يمسه عذاب، وقد تغلب سيئاته لكن تنفعه مغفرة الله أو شفاعة الشافعين، وإن كان هذا لا يمنع أن يبقى من له ذنوب تغلب باقي سيئاته ولا يغفرها الله له فيعذب بها في النار زمنًا ثم يدخل الجنة، وهذا الخير هو الحسنة العظمى أعني الإيمان بالله عز وجل وبنبيه الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم، مع أركان هذا الإيمان وشروط صحته المعروفة.
(4) وقد يأتي رجل بالشر الأعظم ويكون له عذر ينفعه عند الله فيعصمه من العذاب، وهذا العذر قد ندركه أحيانًا كالكافر الذي ولد مجنونًا، وقد لا ندركه أحيانًا كما لا نعلم هل وصلته دعوة الإسلام وصولًا يكفي للإعذار أم لا، وبين هاتين الدرجتين درجات يعلمها البعض وتخفى على البعض.
(5) وقد يأتي رجل بالخير الأعظم لكنه يأتي في حياته بناقض من نواقض الإسلام بغير عذر ويموت بلا توبة وعودة عن الردة فهذا كأول مثال هاهنا، لا ينفعه أنه أتى بالخير الأعظم طالما وقع منه ما يبطله ويفسده ولا عذر له.
(6) وفي تعاملنا نحن: نشهد لمن أتى بالشر الأعظم بظاهره أنه كافر، ونترك احتماليات عذره إن وجدت للعالم القادر على تحقيق ما يمكن معرفته منها، وللآخرة التي ستبقى أشياء خفية علينا لا يعلمها إلا الله، لكن مساحة المجهول هذه لا تكفي لأن ننتقل عن ظاهر كونه أتى بالشر الأعظم فإنا لم نكلف بغير الظاهر.
وهذا الذي أتى بالشر الأعظم إن كان يحسن إلينا ولا يؤذينا فإن الله لا ينهانا عن الذي لم يقاتلوننا في الدين أن نبرهم ونقسط إليهم، وأن نحبهم لإحسانهم وإن كنا نبغضهم لباطلهم وكفرهم، وقد قال الله لنبيه عن عمه الذي مات كافرًا: إنك لا تهدي من أحببت، وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في أسارى بدر: «لو كان المطعم بن عدي حيا، ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له»، وكان المطعم قد مات كافرًا، لكن رسول الله حفظ له إحسانه وجميله.
ولا ينبغي أن يفتننا الإحسان والجميل عن حقيقة كون هذا الكافر قد أتى بالشر الأعظم، ولن ينجيه إحسانه يوم القيامة، وفي صحيح مسلم عن عائشة قلت: يا رسول الله، ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين، فهل ذاك نافعه؟ قال: ((لا ينفعه، إنه لم يقل يوما: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين)).
(7) ومن أتى بالخير الأعظم ولم يأت بما ينقضه فإنا نقبل منه ظاهر إسلامه مع قيام احتمال نفاقه أو كونه ينقض إيمانه مستترًا عنا، لكننا لا نتبع هذا بل لنا الظاهر والله هو من يزن تلك الخفايا، وفي هذا الظاهر الذي لنا، فإننا نهينا أن نزن للناس حسناتهم وسيئاتهم بما يجعلنا نحكم لهم بنجاة أو عذاب؛ فإن ذلك لله وحده، وإنما نشهد بالطاعة إذا رأيناها ونحمدها، ونحبه بقدر إصابته لها، ونشهد بالمعصية إذا رأيناها ونكرهها ونذمها، ونبغضه بقدر وقوعه فيها وننصح وننكر إن لم يكن أصاب مختلفًا فيه بتأويل، مع كوننا نحب للطائع الزيادة وللعاصي التوبة، ولا ينبغي أن نحكم على ما عند الله فنرى فلانا خيرًا من فلان عنده سبحانه بمجرد ظواهر نراها، لكن لنا أن نشهد بما علمنا من غلبة الخير الظاهر أو غلبة الشر الظاهر، دون تورط في أحكام عامة تحتاج لاطلاع لا نقف على علمه، ولنا أن نتبع هذه الظواهر في أحكام الشهادات وأحكام معاملة الفساق، والتحذير من الأخطاء البينة بما تستحقه، ولنا أن نتبع ذلك في اختيار من نصاحب ومن نزوج ومن نعاشر، مع كوننا أيضًا لا نقضي على ما غاب، ولا نقضي على ما عند الله، ولا نرى أن ذنوب واحد معين من المسلمين تهلكه وأن طاعات آخر تنجيه، وإنما الغيب لله والمآل بين يديه.

والله أعلى وأعلم.

اقرأ المزيد