أحمد سالم
السبيل الوحيد لكي تصبح مسلمًا في هذا العالم، السبيل الوحيد لتحيا بهويتك هذه وتحتمي بها وترتكز عليها= يكمن في شيء واحد: أن تتصرف كمسلم، أن يتجلى في سلوكك اليومي وتفاصيله ما يجعل تلك الهوية بارزة معلنة لا تذوب في محيطها ولا تنعزل عنه ولا تفاصله في الوقت نفسه، لا شيء يحميك من الذوبان سوى السلوك، الفعل، مهما كنت تجاهد لإصلاح باطنك، ومها ساء ظنك في نفسك واتهمت إيمانك= استمر على نسق عباداتك وسلوكياتك الظاهرة التي تُجلي إسلامك، فسيظل الفعل الظاهر هو سياجك الحامي.
سأقوم للصلاة
إني امرؤ صائم
لا أحب أن نغتاب أحدًا
اقرأ القرآن
اذكر ربك وعظم نبيك واستن بسننه
اذكر وذكر بتاريخ دينك وعظماء رجاله
تحرى الحلال
أحسن معاملة الناس وكن طيب القول
لا يليق بي كمسلمة أن ألبس هذا
لا أصافح الرجال
سأصدقك فالله يحب الصدق
تبرأ من الظلم
المسلمون أولياؤك
الناس كلهم يسلمون من أذى لسانك ويدك
أوف بالوعد
تعلم دينك
ليكتب على جبينك: إني من المسلمين.
مقتطفات أخرى
كتبت الكاتبة والناشطة النسوية فيفان جورنيك، في سن الخامسة والستين، مقالًا صادقًا بشكل مبهر حول جهودها مدى الحياة لتحقيق التوازن بين العمل والحب وعيش حياة قائمة على مبادئ المساواة المثالية في كلا المجالين، وقالت: ((لقد كتبت كثيرًا عن العيش بمفردي لأنني لم أستطع معرفة سبب عيشي بمفردي)).
ولسنوات كانت إجابتها وإجابة كثيرين في جيلها عن سؤال عيشها وحيدة وتفسيره= هو التحيز ضد المرأة: أي إن الرجال الأبويون يجبرون النساء القويات والمستقلات على الاختيار بين وظائفهن وعلاقاتهن العاطفية، وبالتالي يخترن وظائفهن فيعشن وحيدات.
وهذه الإجابة ليست خاطئة، فقد أغرق التحيز الجنسي عديدًا من الزيجات وأطلق ثقوبًا في عدد لا يحصى من الزيجات الأخرى التي بالكاد تطفو.
ولكن في النهاية أدركت فيفيان جورنيك أنها لم تكن الإجابة الكاملة، وإذا نظرت إلى الوراء –من دون راحة تبريراتها الذاتية المألوفة- كانت ستستطيع رؤية دورها الخاص في تحديد مسار علاقاتها، وقد فعلت هذا فيدأت تقول: ((وأن كثيرًا من وحدتي كانت ذاتية، ولها علاقة بشخصيتي الغاضبة والمنقسمة ذاتيًّا أكثر من التحيز ضد المرأة)).
وكتبت: ((كانت الحقيقة أنني كنت وحيدة ليس بسبب سياساتي ولكن لأنني لم أكن أعرف كيف أعيش بطريقة لائقة مع إنسان آخر، فباسم المساواة عذَّبت كل رجل أحبني حتى تركني: لقد صرخت عليهم في أي شيء، ولم أتسامح في أي شيء، وأوقفتهم للمساءلة بطرائق أرهقت كلينا، وكان هناك –بالطبع- أكثر من ذرة من الحقيقة في كل ما قلته، ولكن تلك الذرات –مهما كانت كثيرة- لم يكن لها بالضرورة أن تصبح كومة الرمل التي سحقت الحياة بدافع الحب)).
يقولون: احفر نجاحاتك على الصخر وانقش سقطاتك على الرمال.
وأقول: إذا لم تفعل ذلك سينهشك الندم ويقعد بك عن السعي نسيان الإحسان.