أحمد سالم
هناك قاعدة مختصرة تنفعك في كل ما يحدث حولك..
أنت تعتقد ما هو صواب، وتتصرف وفق هذا الصواب بقدر طاقتك= لأن هذه هي الاستجابة التي تليق بك، وليس لأن الواقع سيتغير بك.
أحد مظاهر المفاهيم المادية الدنيوية التي تتعلق بالعاجلة وتنسى الآخرة= ربط الفعل بأثره على العالم، والصواب الذي ينبغي الانطلاق منه هو أثر الفعل على الذات، سواء تأثر العالم أم لم يتأثر.
مقتطفات أخرى
يقول الله لنبيه: الذي يراك حين تقوم.
يعبد النبي ربه لأن هذا هو ما يليق به، ولأنه يحب أن يكون عبدًا شكورًا.
لكن النبي عليه الصلاة والسلام، مثله مثل كل إنسان يُحب أن يُرى في نفسه ويحب أن يُرى عمله، فالله يقول له: إنه يراه، ولأجل ذلك قال الله: قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.
ليس أثقل على الإنسان مثل أن يكون مهملًا منسيًا، وليس أثقل عليه من أن يُجحد فضله ويُكفر صنيعه.
ما أشق وأصعب أن نكون غير مرئيين.
ولأجل ذلك كله كان من أسماء الرب سبحانه (الشكور) فهو يسمع ويرى ويشكر العمل ويحمد الصنيع، ولن تكون عنده أبدًا غير مرئي.
ويوم ظن رجل من أصحاب رسول الله أنه لدمامته يكون كاسدًا لا قيمة له، قال له رسول الله: ولكنك عند الله لست بكاسد.
كلنا نحتاج ممن حولنا أن نكون لديهم مرئيين، وأن يقول لنا من نحبهم: نحن نرى بذلكم وحسن صنيعكم، نحن نرى معارككم ومشاق حياتكم، نحن نرى ضعفكم وعذركم وجهادكم، نحن نراكم.
كان تشرشل يقول: أفضل حجة مضادة للديمقراطية هي محادثة لمدة خمس دقائق مع الناخب العادي.
لا توجد مؤسسة تنجح بالديمقراطية، لا الشركات ولا المصانع ولا البيت والأسرة، الحوار شيء عظيم، والمشورة هدي نبوي، وقد ينزل القائد عن رأيه لرأي غيره ويكون رأي الغير أسد وأرشد، لكن في غالب الأحوال ينبغي أن يكون لدى المؤسسة قائد صاحب معرفة ومهارة وخبرة ورؤية ليتخذ القرارات بقطع النظر عن معارضة من حوله.
الأمر بسيط: إن كنت هذا القائد فستنجح ولن يتضرر منك إلا من لا يفهم كيف تدار البيوت.
وإن لم تكن مستحقًا لهذه المكانة فليس عيب هذا البيت أنه ليس ديمقراطيًا، وإنما عيبه ببساطة، أنك أنت قائده، وبالتالي لا بد أن تفكر جديًا في أن مشورة من حولك أكثر من مجرد مشورة فهي تعوض نقصًا في تكوينك وصلاحيتك لمكانك فالقيادة ليست بالمنصب، ليس معنى أنك عينت مديرًا أو قوامًا على مؤسسة أنك مؤهل لهذا.